إضرابات الطيارين حول العالم.. خسائر طائلة للشركات والرواتب بطل الأحداث والضحية المسافرين

 

توقيت إضراب طياري آيرفرانس مع بدء بطولة اليورو في فرنسا يهدد بنجاح التنظيم

الرئيس التنفيذي للشركة: تكلفة تعطيل الرحلات تصل إلى 20 مليون يورو في 4 أيام

لوفتهانزا الأشهر والأكثر عددا.. ومصر للطيران أقل خسائر

 

كتب- أكرم مدحت

 

يعد الطيران أهم وسيلة انتقال تربط أنحاء العالم وتوفر راحة وأمان للمسافرين، ولكنها من أضخم الصناعات تكلفة مقارنة بالوسائل الأخرى فيمكن أن يصل سعر طائرة واحدة مثل آيرباص A380 أكبر طراز في العالم إلى نحو 300 مليون دولار، حسب الإمكانيات والتجهيزات الخاصة لها المطلوبة من قبل شركات الطيران، لذلك فهي أغلى وسيلة سفر، وهو ما يجعل أي تصرف بشري مضاد بمثابة كارثة مالية للشركة، وتأتي إضرابات الطيارين في المقام الأول التي تكبد الشركات عشرات الملايين من الدولارات في أيام قليلة.

وشهد الطيران العالمي العديد من الإضرابات خلال الأيام القليلة الماضية، ولو بحثت عن السبب وجدت الرواتب هي بطل الأحداث، أو في بعض الدول تكون اعتراضا على قوانين العمل، وكانت أبرز وأشهر الإضرابات لطياري شركة لوفتهانزا أكبر شركة في العالم، والخطوط الفرنسية "آيرفرانس"، والإسكندنافية "ساس"، وإضراب طياري "مصر للطيران" أيضا، ويرصد "ترافل يالا نيوز" أبرز تلك الإضرابات وأسبابها.

 

"آيرفرانس" والتوقيت الحرج

بدأ طيارو شركة الطيران الوطني الفرنسية "آير فرانس" إضرابا عن العمل لمدة 4 أيام، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على بطولة أمم أوروبا "يورو 2016" التي تستضيفها فرنسا حاليا، واضطرت الشركة لإلغاء نحو 30% من الرحلات بعد بدء الإضراب رسميا ثاني أيام البطولة، أمس السبت، وأكدت أن الأولوية الآن للرحلات المتجهة إلى المدن التي تستضيف المباريات، ومن المتوقع زيارة 7 ملايين مشجع إلى 10 مدن فرنسية تستضيف المباريات.

وتضغط نقابة الطيارين على الحكومة الفرنسية لسحب قانون العمل الجديد، والذي سيجعل من السهل تشغيل موظفين وفصلهم أيضا، وتعد نقابة الطيارين من بين مجموعة نقابات أخرى اتخذت خطوات مماثلة لرفض القانون.

وصرح الرئيس التنفيذي للشركة بأن تعطيل الرحلات الجوية سوف يكلف الخطوط الجوية نحو 5 ملايين يورو في اليوم.

لم يكن هذا الإضراب الأول، حيث شهدت الشركة في سبتمبر 2014 أطول إضرابا منذ عام 1998، والذي استمر لأسبوعين، بسبب اعتراضهم على خطط لإنشاء ذراع أوروبية جديدة لوحدة الطيران المنخفض التكلفة "ترانسافيا"، وقدرت الخطوط الخسائر بنحو 500 مليون يورو، بما يلتهم أكثر من 20% من الأرباح الأساسية المتوقعة للمجموعة الأم خلال العام بأكمله.

وتعد شركة "آيرفرانس-كي.إل.إم" ثاني أكبر شركة طيران في أوروبا، وتتضمن شركتي "آيرفرانس" و"كي إل إم" وهي الخطوط الملكية الهولندية بعد عملية الدمج.

وذكرت الشركة أن التكلفة المقدرة البالغة 500 مليون يورو تتضمن 350 مليون يورو تأثيرا مباشرا يأخذ في الاعتبار انخفاض الإيرادات وشراء تذاكر للعملاء على رحلات شركات طيران منافسة فيما عوضت الوفورات في تكاليف الوقود وبعض النفقات الأخرى جزءا من هذه التكاليف، أما بقية التكلفة فترجع إلى تأخر الحجوزات.

 

أزمة "ساس" والطيارين السويديين

أسفر إضراب الطيارين السويديين بشركة "ساس" الإسكندنافية عن إلغاء نحو 159 رحلة، بحسب ما أعلنته الشركة أمس، وفي لليوم الثاني له، فضلا عن تعليق نحو 20 ألف مسافر.

وأكد مسئولو الشركة أنهم حاولوا منع الإضراء ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق مع المضربين، وأشاروا إلى أن الرحلات التي يقودها طيارون دنماركيون ونرويجيون منتظمة التشغيل.

ويعود سبب الإضراب إلى رفض نقابة الطيارين السويديين بعد أشهر من التفاوض اقتراح رفع الراتب بنسبة 2.2%، في حين كان الطيارون يطالبون بزيادته بنسبة 3.5%.

وأشارت الإدارة في بيان لها أمس إلى أن الاستجابة لمجمل مطالب الطيارين التي تشمل عقود عمل توفر مزيدا من الأمن، ستؤدي إلى زيادة بنسبة 10% في تكلفة التشغيل.

وبدأ الطيارون السويديون احتجاجهم الجمعة الماضي، ولم يتم الإعلان عن موعد جديد للمفاوضات، ويأتي الإضراب في موسم الذروة بالنسبة إلى شركة الطيران.

 

"لوفتهانزا" الأشهر في الإضرابات

شركة الطيران الألمانية العملاقة "لوفتهانزا" لم تكن بعيدة عن أحداث الإضرابات بل إنها الأشهر والأكثر حدوثا، حيث قام طيارو لوفتهانزا بعدد 9 إضرابات خلال عام 2015 نتيجة النزاع حول الأجور وتعديل سن التقاعد، وكلفت الشركة 170 مليون يورو خسائر، ولم تؤثر فقط على رحلات الركاب ولكن على قطاع الشحن أيضا.

وتسبب أحد الإضرابات في إلغاء نحو 50% من رحلات المسافات الطويلة، و60% من رحلات الشحن، وبلغ عدد الركاب المتأثرين بإلغاء هذه الرحلات نحو 20 ألف شخص، إلى جانب إلغاء 790 رحلة من رحلات المسافات القصيرة والمتوسطة، الأمر الذي تأثر به نحو 94 ألف راكب من ركاب لوفتهانزا.

وتسبب فشل المحادثات بين لوفتهانزا واتحاد نقابة الطيارين الألمان "كوكبيت" في تكرار تلك الإضرابات، وتركزت نقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين حول مزايا الرعاية الانتقالية والتقاعد بالنسبة لنحو 5400 طيار.

 

مصر للطيران إضرابات محدودة

شهدت شركة مصر للطيران إضرابين للطيارين خلال عامي 2015 و2016، وتركز المطلب الأساسي لهم بشأن زيارة رواتبهم والتي تقل بنحو 50% عن الطيارين في الشركات الخاصة أو الأجنبية، ولم تشهد أي زيادة منذ سنوات، وأسفر الإضراب الجزئي الذي بدأ بمساعدي الطيارين منتصف مايو الماضي عن إلغاء 30 رحلة، وتأخر إقلاع رحلات أخرى من مطار القاهرة، واستمر لمدة 4 أيام فقط، وتم حل الأزمة بوضع جدول زمني للزيادة وفقا للوضع المالي للشركة في ظل الأزمة الاقتصادية التي مرت بها، وتسببت في خسائر تراكمية لمدة 4 سنوات بلغت 10 مليارات جنيه.